الأخبار
التسويق السياحى
المقالات والوظائف
قضايا ومشاكل سياحية
كاريكاتير
مصر القديمة

مجمع الأديان فى مصر القديمة

الأربعاء، 18 أبريل 2012


مجمع الأديان فى مصر القديمة ............. هكذا كانت مصر
فى منطقة واحدة كان للقدر دورا هاما ان جمع فيها دور العبادة للديانات الثلاث فى مصر وهى (اليهودية – المسيحية – الاسلامية) ومن الملفت للنظر ايضا ان هذه المبانى ظلت مستمرة فى أداء وظيفتها طوال كل العصور المتعاقبة منذ ان أنشات وبقيت الى الآن ، وهو ما يدفعنا الى سؤال هام ؟ كيف عاش هؤلاء جنبا الى جنب ؟
فى منطقة مصر القديمة وبالتحديد فى محطة ( مارجرجس) خط مترو ( المرج- حلوان ) يوجد مجموعة من الآثار التى تعتبر كنزا معماريا للحضارة المصرية ، ففى المنطقة المعروفة بمجمع الاديان نجد المعبد اليهودى الشهير بمعبد ( بن عذرا) ، ويجاوره ببضعة أمتار كنائس (المعلقة – ابى سيفين- أبى سرجة – القديسة بربارة – مارجرجس اليونانية ) هذا وقد جاء من بعدهم القائد " عمرو بن العاص" واختار هذه المنطقة ليشيد فيها اول مسجد فى مصر وأفريقيا والمعروف حاليا باسمه وهو يبعد فقط عشرات الامتار عن المبانى السابق ذكرها .
ولم يكن اليهود أو المسيحيون أو المسلمون هم أصحاب السبق فى استغلال هذه المنطقة بل كان للرومان السبق فى استخدامها لبناء حصن حصين عرف بقصر الشمع أو( حصن بابليون)الذى شيده الامبراطور الرومانى "تراجان" حيث استفادوا من الموقع المباشر الذى يطل على النيل شرقا ووجود مرتفعات من الجنوب والشمال وظل هذا الحصن يؤدى الدور المنوط به الى قدوم عمرو بن العاص ومحاصرته فكان فاتحة نصر له بدخول الاسلام الى مصر.
أما عن المعبد اليهودى والمعروف ب (معبد بن عذرا) فقد كان فى الاصل كنيسة يستخدمها المسيحيون للعبادة وحدث انه أثناء الحكم الاسلامى تعذر المسيحيون عن دفع الجزية مما دفعهم الى الموافقة على طلب اليهود الملح ببيع ارض الكنيسة وما حولها لهم مقابل ان يسددوا عنهم الجزية ، ومنذ ذلك الحين تحولت الكنيسة الى معبد يهودى ، وقد أكتسب اسمه الحالى من اسم كاتب المعبد " بن عذرا"،كما اشتهر فى الآونة الاخيرة بالعثور على وثائق "الجنيزاة" وهى وثائق لها أهمية كبرى تحكى تاريخ اليهود الاجتماعى فى تلك الحقبة التى عاشوها بالمنطقة ، وقد نقلت هذه الوثائق الة جامعة "كامبريدج" بإنجلترا لتدرس هناك.
والآن يحين دور الكنائس الاثرية التى كانت فى وقت من الاوقات هى الاسمى ولاكثر أهمية بين نظيراتها ، فقد كانت الكنيسة المعلقة رمزا لانتصار المسيحية على الرومان حيث اكتسبت اسمها انها شيدت فوق أحد ابراج حصن بابليون ، كما كانت مقرا للبابوية حينما نقل اليها كرسى البطريرك وظل بها فترة طويلة الى ان نقل الى كنيسة ابى سيفين وبها أيقونة السيدة العذراء التى ترجع الى القرن الخامس عشر الميلادى وتعرف بموناليزا الشرق .
الكنيسة الاخرى وهى كنيسة ابى سرجة وقد كرست تكريما لجنديان استشهدا فى سوريا هما "سرجيوس وآخيس " ويوجد بها مغارة عبارة عن كنيسة صغيرة لجأت اليها العائلة المقدسة واختبأت بها عند مجيئها الى مصر هربا من وجه الملك اليهودى " هيرودس".
ويتبعها فى الاهمية باقى الكنائس مثل كنيسة القديسة بربارة وكنيسة ابى سيفين ومارجرجس.
بقى لنا أخر ما شيد فى المنطقة واول ماشيد بأفريقيا كلها من مساجد ورابع مسجد فى الاسلام بعد مسجد المدينة المنورة ، الكوفة، البصرة ، ثم مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط ،اولى العواصم الاسلامية بمصر وقد لعب الجامع دورا سياسيا ودينيا واجتماعيا ، حيث كان المكان الذى يجتمع به القائد مع جنوده ، ويتجمع فيه المسلمون لأداء صلاة الجمعة ، كما كان مركزا علميا وثقافيا لتدريس العلوم الشرعية .
ويبقى لنا أن نشير الى الصورة الخفية فى الموضوع وهو السماحة الدينية فمصر لم تعرف التعصب الدينى وقتها ، أمن فيها الجميع فارتقت الامة وزادت عزتها وكرامتها ، فما نحتاجه الآن هو التسامح والبحث عن التاريخ لنعرف الحقيقة ونعرف كيف كان يعيش من سبقونا ونقتدى بهم .
حفظ الله مصر واهلها ....... وحفظ كرامتها وأمنها.
بقلم/ محمد نور – الرابعة-ارشاد
المراجع: د/ عائشة التهامى - جولات سياحية

-----------------------------------------------

مشاركات ذات الصلة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
;